زاهر حواس والانتقام

بسم الله الرحمن الرحيم


يبدو أن موعد الانتقام من فرنسا قد حان.. هذا ما يؤكده الإعلان الأخير لرئيس المجلس الأعلي للآثار زاهي حواس الذي قرر وقف كل التعاملات والاتفاقات الأثرية مع متحف اللوفر الفرنسي الشهير، معللاً ذلك بأن مصر قررت عدم التعاون مع اللوفر لأنه لم يسلم مصر عدة لوحات فرعونية كانت مصر قد طلبتها من فرنسا منذ أكثر من عام.
ويري البعض أن الخطوة الأخيرة من جانب زاهي حواس سياسية من الدرجة الأولي، حيث إنها تصنف انتقاما من جانب الأثري المعروف من الفرنسيين الذين انقسموا وكانوا أحد أسباب خسارة وزير الثقافة الفرنسي فاروق حسني في الانتخابات الأخيرة علي مقعد مدير عام منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، إلا أن زاهي حواس حاول نفي الأمر مؤكدا أن القرار اتخذ منذ أكثر من شهرين - أي قبل الانتخابات - ولكنه لم يعلن سبب تأجيل إعلان القرار طالما اتخذ من فترة طويلة.


وقرار زاهي حواس نصه وقف كل أشكال التعاون مع متحف اللوفر لحين استعادة اللوحات «المسروقة»، وهذا القرار يعني وقف اللقاءات والمحاضرات التي يتم تنظيمها بالتعاون مع المتحف الفرنسي وتعليق عمل بعثة التنقيب التابعة للوفر والتي تعمل في منطقة سقارة بالجيزة، حيث اتهم حواس المتحف الفرنسي بالحصول علي هذه اللوحات بشكل غير مشروع، وقال «إن شراء لوحات مسروقة يعني أن بعض المتاحف تشجع تدمير وسرقة الآثار المصرية».

زاهي حواس يعتبر واحداً من أشهر الأثريين المصريين المعاصرين ويحظي بتقدير عالمي في مجال علم الاجيبتولوجي «المصرولوجيا»، ويشغل حاليا منصب رئيس المجلس الأعلي للآثار، وهو حاصل علي عدة أوسمة وجوائز منها وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولي والدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية في القاهرة، كما اختارته مجلة «التايم» كواحد من أهم 100 شخصية مؤثرة في العالم.

في بداية حياته رغب زاهي حواس في دراسة القانون لكنه عدل عن الفكرة ودرس في قسم الآثار الرومانية واليونانية في كلية الآداب جامعة الإسكندرية، واستكمل تعليمه في الولايات المتحدة الأمريكية حيث حصل علي شهادة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا، وهناك بدأ تدريس الحضارة المصرية في جامعة كاليفورنيا ثم الجامعة الأمريكية في القاهرة بعد عودته لمصر.

وقد بدأت شهرة زاهي حواس عندما ظهر في قناة «ديسكفري» في أفلام تسجيلية عن مصر والمصريين القدماء، كما سجل حلقات عرضها التليفزيون الأمريكي في برنامج «البحث عن الحقيقة» والتي ناقش فيها مواضيع تهم المشاهدين مثل المومياوات الفرعونية والأهرامات وتوت عنخ آمون وكليوباترا ورمسيس الثاني.

وقد خاض زاهي حواس عدة معارك تاريخية دافع فيها عن تاريخ مصر، خاصة ما تعلق بصحة ادعاءات اليهود بأنهم هم من بنوا الأهرامات حيث رد فيه بشكل علمي علي كل من ادعوا أن اليهود شاركوا في بناء الهرم الأكبر، وفي سنة 1990 اكتشف حواس أهم اكتشافاته الأثرية وهي مقابر العمال المصريين الذين بنوا الأهرامات، وفي 2007 أعلن حواس عن اكتشاف مقبرة حتشبسوت في وادي الملوك في الأقصر وهو الاكتشاف الذي وصف بأنه أهم الاكتشافات الأثرية في قرن كامل، وقد وضع زاهي حواس عدة مؤلفات في مجال علم المصريات وعلم الآثار.